Course info
ت 1913) لقد انطلق البنيويون من اللغة ثم عمموا ما استنتجوه على الميادين الأخرى.
· كما ساهمت المدارس اللغوية اللسانية: (المدرسة التوزيعية مع بلومفيلد، المدرسة التحويلية مع شومسكي ، المدرسة الوظيفية مع اندري مارتيني ) في ظهور المنهج البنيوي.
· في الأنثربولوجيا و Jacques Lacan في الماركسية و زفيتان تودوروفTodorov Tzvetan
:
و هذا المعنى خاص بمجال الأدب المنشأ الأول للبنيوية.
: فلسفيا البنيوية هي مجموعة علامات متكاملة و متناقضة تشكل في مجموعها نسقا ، و كل علامة تحقق وجودها ضمن علاقتها بالعلامات الأخرى. أو هي :
هي القانون الذي يفسر تكوين الشيئ ، و العلاقات الباطنة الثابتة التي تقدم الكل على الجزء الذي لا يفهم إلا ضمن الكل منظومة الكل.
- أو هي طريقة في النظر إلى الأشياء و منهج في التحليل يستعان به للوصول إلى حقائق علمية ثابتة ، لذلك فإن الذين تبنوا البنيوية لا ينتمون إلى مدارس و فلسفات مختلفة.
ظهر الإتجاه البنيوي بفرنسا في منتصف القرن العشرين عندما ترجم "زفيتان تودوروف" أعمال الشكلانيين الروس ( حركة ظهرت بين 1915 و 1930 دعت إلى دراسة النص الأدبي من الداخل باعتبار الأدب نظاما ألسنيا و ليس انعكاسا للواقع تتقاطع هذه الحركة مع علم اللسانيات الحديث الذي يركز على دراسة النص من الداخل) إلى اللغة الفرنسية. و قد عرفت مرحلة ازدهار في ستينات و سبعينات القرن العشرين.
و غيره ، و الإضافة التي قدمها فرويد من خلال اكتشاف عالم اللاوعي في الإنسان.و قد كان لعلم للسانيات الذي أسسه اللغوي السويسري " فرديناند دي سوسير " Ferdinande De Saussureيتوزع أقطاب البنيوية على مختلف العلوم الإنسانية و هذه بعض الأسماء البارزة :
في الأنثربولوجيا. من مؤلفاته : البنى الأولية للقرابة 1948- مدارات حزينة 1955- الأنثربولوجيا البنيوية 1958 – الفكر المتوحش 1962 – النيئ و المطبوخ 1964. و يرى شتراوس أن القرابة الدموية تتحكم في تحديد العلاقة بين الأفراد من غير وعي منهم. و يرى أن التبادل هي البنية المستترة و الثابتة التي تحرك حياة الناس سواء تعلق الأمر بدراسة علاقات القرابة أو اللغة أو الاقتصاد، كما ان التبادل هو الذي يقف وراء انتقال البشر من المرحلة الطبيعة و التوحش إلى مرحلة الثقافة .
( ت 1982) في علم النفس التجريبي.
في الأدب
عارضت البنيوية مفهوم الذات الفاعلة و الوعي بالحرية. أراد أصحاب هذا المنهج تجاوز المناهج النقدية القديمة
، فإذا كان الإنسان مسيحيا فإنه لا يتحدث عن المسيحية بل دينه هو الذي يتحدث من خلاله لأنه مجرد ذات حمالة للبنية المسيحية. و قس على ذلك . و هذا معنى عبارة " موت الإنسان ". يعتقد دي سوسير" أن اللغة عبارة عن علامات لا واعية خارجة عن نطاق إرادة المتكلم ، ( فالخطاب هو سيد الإنسان و ليس العكس، و أن المعنى لا يرتبط بالصوت بل بطريقة ارتباط مجموعة من الأصوات فيما بينها وفق ما يعرف بالنسق، و هو يفرق بين نوعين من الدراسات اللغوية : دراسة آنية لا تاريخية Synchronique ، و ما دام عالم اللغة يهتم بحالة اللغة التاريخية لحظة دراستها فهو يركز على النوع الأول من الدراسة أما البحث في كيفية نشأة اللغة و تطورها فهي بحوث ثانوية. جعلت المدرسة البنيوية من البنى العامل الأساسي في حياة البشر، فكلامهم صادر في الحقيقة عن البنى الكامنة في اللغة فهي المتكلم الحقيقي، و هذا يعني أن الإنسان بشكل عام ليس إلا دمية تتحكم فيها البنى المستترة.
تلتقي مع الماركسية في أن كل منهما تؤمنان بأن حقيقة الانجازات الإنسانية تختفي وراء الإديولوجيات كما تلتقي مع علم النفس الفرويدي في الاعتقاد بأن اللاوعي محرك أساسي للإنسان. و نجد هذا التقاطع بين البنيوية و الماركسية مجسدا في أعمال
( ت 1992) الذي خالف ماركس في اعتبار الإنسان هو من يصنع تاريخه بوعيه، معتبرا صراع الطبقات ظاهرة مرتبطة بعلاقات الإنتاج و انعكاس لها.
:
و هناك مثلا علم النفس البيني الذي يبحث في الأجزاء التي يتألف منها الكل، و يقابله علم النفس الوظيفي و يبحث في وظيفة هذه الأجزاء بالنظر إلى تعلقها ببعضها البعض . و هناك التاريخ البنيوي الذي يبحث في البنى، لا في الوقائع الجزئية.
و في علم الاجتماع ظهر التأثر بالمنهج البنيوي من خلال الفرعين الناشئين عنه: الأنثربولوجيا – و الإثنولوجيا، و هما اختصاصان يتقاطع عندهما علم الاجتماع و التاريخ. فالتاريخ لم يكن بمعزل عن موجة التطوير هذه التي أحدثها المنهج البنيوي. رأينا ذلك عند مؤرخي الحوليات الذين استعانوا بمصطلحات الدراسات اللسانية، و بمفهوم البنية، من أجل فهم أعمق للمجتمع. و بخصوص هذه النقطة يرى " ليفي ستراوس" أن لكل مجتمع بنيته لذلك لا يتبنى فكرة الإثنية المركزية الأوروبية. التي انجرَّت عنها تقسيم المجتمعات إلى مجتمعات باردة تملك تاريخا ساكنا و مجتمعات ساخنة لها تاريخ
كنتيجة لهذا الانفتاح ظهر ما يسمى بالمؤرخ البنيوي، الذي حاول تجاوز التناقضات القائمة بين طبيعة التاريخ و المنهج البنيوي، من خلال تقديم وجهة نظر توفيقية لمفهوم التطور الإنساني، الذي يمكن أن نلحظ فيه تواصلا و انقطاعا في نفس الوقت ، و كذلك البنية و إن كانت صفة الثبات فيها ظاهرة فإن هذا لا يمنع من خضوعها لسيرورة من التطور لكنها بطيئة، و عليه فلا وجود لشعوب باردة بلا تاريخ، و أخرى ساخنة تراكمية. و قد اهتم المؤرخ البنيوي بمواضيع كانت مهملة مثل: علاقات القرابة و الأساطير و الفن و الذهنيات و المخيال... و هي ميادين تخضع لعملية التغيير إلا أنه بطيئ .
و قد تبنى أحد أبرز مؤرخيها " بروديل" مفهوم الزمن الطويل "، و هو ما يتناسب مع مفهوم "السانكروني" الذي تهتم به البنيوية. و يقصد بالزمن الطويل تاريخ البحار و المحيطات و المدن أو علاقة الإنسان بمحيطه الجغرافي ، و كان تبني هذا النوع من الزمن ردا مباشرا على البنيوية التي أنكرت أن يكون التاريخ علما.
و هو المفهوم الذي تبنته المدرسة البنيوية، و كان من أسباب انحسارها بعد السبعينات.
- Teacher: brahim tasse