Informations du cours
( 1473م- 1543م) و الفيلسوف و الفيزيائي الإيطالي غاليلو Galileo) الذي اعتبر العرب هم المؤسسين الحقيقيين للعلوم الطبيعية التجريبية، و الأنثروبولجي الفرنسي روبرت بريفالت ( 1948) Robert Briffault ( ت 1982) قائلا " قليلون من هم على علم بما أسهم به العالم الإسلامي من جهود مثمرة متميزة في تقدم العلوم الإنسانية... في حين أن هذه الحضارة لم تكن تقود العالم في مجالات العلم طيلة خمسة قرون فحسب، و إنما استوعبت كل طاقة الإنسانية في السعي المنظم وراء المعرفة.". لكن أمام هذا الاعتراف بفضل العرب على الغرب هناك من اتجه نحو إنكار هذا الفضل، بل و سرقة إنجازات علماء الإسلام و نسبتها إلى غيرهم، و قد نبهت بعض المصادر العربية إلى وجود هذه الظاهرة ، في فترة كانت النهضة الأوروبية تخطوا أولى خطواتها. فقد ذكر محمد بن أحمد بن عبدون التجيبي (ت 527ه) صاحب كتاب الحسبة أن النصارى و اليهود كانوا "يترجمون كتب العلوم و ينسبونها إلى أهلهم و أساقفتهم و هي من تأليف المسلمين" لذلك قال بمنع بيعهم كتب العلوم. و لم يتوقف التعصب الأوروبي عند غمط حق الحضارة الإسلامية، بل تجاوز ذلك إلى تجاهل أثر حضارات الشرق القديم على الفكر اليوناني، و شاع الحديث عن المعجزة اليونانية و كأن العلم بدأ في بلاد اليونان. و لعله من نتائج هذا التقديس الأعمى للتراث اليوناني، أن ساد المنطق الآرسطي كمنهج للبحث في أوروبا لقرون طويلة، و استمر العقل الأوروبي إلى غاية القرن التاسع عشر، يعتقد أن علم المنطق ولد مكتملا، و باب الاجتهاد فيه مغلق. و هذا لا ينفي وجود موقف نقدي اتجاه المنطق القديم ظهر منذ القرن السادس عشر، لكن دون أن يحدث معه قطيعة حقيقية أو جذرية.
( 1221- 1274) و توما الإكويني Thomas D’Aquin( 1206- 1280 ، مسؤولية هذه الحالة التي وصل إليها منطقه، لأنهم قطعوا صلته بالواقع و بالحقائق الخارجية و العلوم الأخرى، و هذا يعد انحرافا عن نهج أرسطوا ، الذي استخرج أساليب الاستدلال من دراسته لعالم الطبيعة، و استعان بالرياضيات في وضع مبادئ الاستنباط غير المباشر أو القياس. إن تقديس المدرسيين لمنطق أرسطو جعلهم يعتقدون أن التفكير الذي ينطلق من العام إلى الخاص كما يقتضيه القياس الآرسطي هو أسلوب التفكير الاستنتاجي الوحيد و المثالي الذي يجب على العلوم الأخرى أن تقتدي به، و بذلك أقصوا الاستقراء الذي ينتقل من الخاص إلى العام.
Saint.Augustin .)
(1214م- 1294م) الملقب بأمير الفكر في العصور الوسطى، الذي حدد ثلاث أساليب للحصول على المعرفة هي النقل، و الاستدلال، و التجربة، مع ضرورة الاستعانة بالرياضيات فهي فن البرهان ، و بها تُتَرجم الحقائق إلى أرقام و أشكال، لتصبح محسوسة، ثم تأتي التجربة لتؤكد على صحتها. ظهر تيار فلسفي يعمل في الاتجاه المعاكس لدعوته، و هو تيار الأرسطوطالية المسيحية تزعمه مجموعة من الرهبان أبرزهم ألبرت الكبير، و تلميذه القديس "توما الإكويني" الذي شجع على نشر فلسفة أرسطو و التوفيق بينها و بين الديانة المسيحية. كان على أوروبا أن تنتظر إلى غاية أواخر القرن الخامس عشر و بداية القرن السادس عشر، حتى تظهر محاولة جديدة لتجاوز فلسفة العصور الوسطى و المنطق القديم على وجه الخصوص، بطلها هذه المرة الرسام الإيطالي ليونارد دي فنشي Leonardo Da Vinci ( 1473- 1543) الذي خرج بنظرية مركزية الشمس في الكون سنة 1514 معتمدا على المنهج العلمي التجريبي أو ما أطلق عليه بالمشاهدات الطويلة و العديدة، و استطاع بذلك أن يحدث ثورة في النظام الفلكي القديم لبطليموس Claude Ptolémée Kebler Johannesبتطبيق نفس المنهج الذي سار عليه كبلر أي توظيف الرياضيات في العلوم الطبيعية إلى جانب الملاحظة و التجربة ، جاء غاليلو و استطاع وضع قوانين الأجسام على سطح الأرض ، و في أواخر القرن 17 ( 1687) وضع نيوتن قانون الجاذبية الذي يجمع حركة الأجرام السماوية و الأجسام الأرضية. لا شك أن هؤلاء العلماء قدموا إضافات كبيرة للمنهج العلمي القائم على التجربة، لكن لم يعرف عنهم تناول قواعد المنطق و البحث في مسألة المنهج العلمي كموضوع للدراسة، إلا أن إنجازاتهم شكلت إرهاصات لظهور المنهج الجديد.
(1561- 1626) دورا معتبرا في هذا التحول، إذ يعد من مؤسسي المنهج الاستقرائي، ممارسة و تنظيرا، لذا لقب بأبي المنطق الحديث. و قد عرف بهجومه على الفلسفة السكولائية - التي سيطرت في أوروبا خلال العصر الوسيط- و بدعوته لفهم عقلاني للواقع بعيدا عن كل الأوهام. ألف كتابا بعنوان " التجديد الأكبر" في جزئين بعنوانين مختلفين: " رسالة في كرامة العلوم و تنميتها" و " الأورغانون الجديد". و التي تعني آلة التفكير، و كان غرضه من تأليف الكتاب هو وضع أسلوب جديد للتفكير بديلا عن الأسلوب القديم الموروث عن أرسطو. و قد اشتمل على محورين أساسيين، الأول يتعلق بتحديد الأسباب التي تؤدي بالعقل البشري إلى الخطأ أو ما أطلق عليه بأوهام العقل ، و المحور الثاني خصصه للحديث عن المنطق الجديد و قواعد التجريب. و يشكلان معا المساهمة التي قدمها باكون في مجال منهج البحث العلمي.
و يطلق عليها أيضا أوهام الجنس أو النوع، أي المتعلقة بالطبيعة البشرية، التي من عادتها الاحتكام إلى الحواس و اتخاذها مقياسا للأشياء، مما يجعل الإنسان يرى الأشياء من خلال حواسه لا كما هي على الطبيعة، و الحواس قاصرة، فالعين مثلا لا تلتقط كل أنواع الأشعة، مما يجعل الحواس أدوات معيقة للفهم، من أشكال هذا الوهم أيضا التركيز على الشواهد الإيجابية و إهمال السلبية، و هو ما يعرف بانحياز التأييد.
قدم بيكون هذا المنهج في إطار تصور جديد للعلم الصحيح، الذي لا يمكن بلوغه إلا بالاعتماد على الملاحظة و التجربة، بهدف تحقيق منفعة عملية وهي السيطرة على الطبيعة، و سبيل ذلك هو استبعاد الاستقراء التام الذي أخذ به أرسطو، و اعتماد منهج الاستقراء الناقص القائم على مبدأين :
أي أن الظواهر الطبيعية لا تحكمها الصدفة أو العبثية، بل لكل حادثة أو ظاهرة علة تسبقها. و هذا المبدأ قديم قدم الخبرة الإنسانية، أخذ به العلماء و الفلاسفة كمسلمة لا تقبل الشك و لا تحتاج إلى التجربة.
( 1595- 1650م ) ليعبر عن عدم جدوى المنطق القديم، موجها انتقادا جوهريا له يتعلق بأهم مبادئه و هو مبدأ استحالة اجتماع النقيضين في شيئ واحد، هذا المبدأ كما يرى ديكارت ليس ذا بال، و لا يضيف شيئا للعلم و لمعرفتنا. و البديل الذي يقدمه ديكارت هو المنهج الرياضي، و قد بسط الحديث عن أهميته في كتابه مقال في المنهج ( 1637) و يقوم المنهج الرياضي على مبدأين أساسيين، المبدأ الأول: الحدس intuition و تتحقق بالعدول عن التسرع و التجرد من الأفكار المسبقة ، و بأن لا نحكم على الأشياء بانها حقيقة إلا إذا كانت بسيطة و واضحة للعقل وضحا تاما.
المشكلات التي نبحث فيها غالبا تكون مركبة و غامضة ، فلا بد من تقسيمها لنصل بها إلى ما هو بسيط و أقل غموضا.
بإحصاء و استقراء كل ما له علاقة بالموضوع.
( 1646-1716) الذي طرح فكرتين أساسيتين : فكرة العلم الكلي و هو علم مناهج شامل قائم على أساس الرياضيات، و فكرة اللغة العلمية العالمية التي تستخدم فيها الرموز و الحساب العقلي المساعد على التفكير بطريقة رياضية.
(1872 _ 1970). و ألفرد نورت هوايتد Alfred North Whitehead (1813– 1878)، و كان لهذا الكتاب وقع كبير في الأوساط العلمية و الفلسفية أيضا، و هو يدور حول قضية محورية دافع عنها برنار بقوة و تتمثل في إمكانية دراسة علم الفيسيولوجيا ( علم وظائف الأعضاء و المادة الحية) وفق المنهج التجريبي، و دليله في ذلك أن الظواهر الحيوية تخضع كما الظواهر الطبيعية لمبدأ الحتمية، فنفس الظروف تؤدي حتما إلى نفس النتيجة، متى تم ضبط شروط التجربة بشكل جيد. لقد أولى برنار أهمية كبيرة لتحديد مفهوم الملاحظة و التجربة، و استعرض التعاريف المختلفة للمصطلحين عند العلماء، ثم قدم لنا تعريفا موجزا لهما، قائلا : " الملاحظة هي ما يبين الوقائع، و التجربة هي ما يمدنا بالمعلومات عن الوقائع، و ما يكسب الخبرة بأمرها".
(ت 1755 ) و قد ظهرت في أوروبا رغبة قوية من علماء الاجتماع للتشبه بالعلوم الفيزيائية تأثرا بالإنجازات العلمية التي تحققت بفضل المنهج التجريبي و جدنا هذه الرغبة لدى الفيلسوف الإنجليزي جون لوك John Locke ( ت 1787) و سان سيمون Saint-Simon(1798-1857) حين وضع القواعد الأولى لعلم الاجتماع. يرى كونت أن منهج البحث في العلوم الاجتماعية يجب ألا يقتصر على أساليبه الخاصة، بل يحتاج إلى أن يقتبس من الأساليب المنهجية للعلوم التي سبقته، لأن موضوعه أكثر تعقيدا، فالباحث في علم الاجتماع عليه أن يكون على دراية بالعلوم الرياضية حتى يتدرب على الدقة ، و أن يستعين بالمنهج الطبيعي، و يستخدم أسلوبي الملاحظة و التجربة. و يعتقد أن علم الاجتماع أقرب ما يكون إلى علم الأحياء الذي سبقه، فإذا كان هذا العلم يدرس وظائف الفرد العضوية، فإن علم الاجتماع يدرس وظائف الإنسان العقلية و الخلقية، كما أن حياة الكائن الاجتماعي العام ( الإنسانية ) شبيهة بحياة الكائن العضوي الفردي. لم يتبلور علم الاجتماع كعلم مستقل قائم بحد ذاته إلا على يد إيميل دوركايم Emille Durkheimمحمد أبو حسان، دور الحضارة الإسلامية في تكوين الحضارة الغربية، دراسة مقارنة مع الحضارتين اليونانية و الرومانية، مطبعة السفير، عمان، الأردن، 2008.
2. جاستون باشلار: الفكر العلمي الجديد، ترجمة: عادل العوا ، منشورات وزارة الثقافة و اسياحة و الإرشاد القومي، دمشق، 1969.
4. محمد باقر الصدر: الأسس المنطقية للاستقراء ، دار الفكر، بيروت، ط.4، 1972.
5. Levy Bruhl, La philosophie d’Auguste Comte, Felix Alcan, Paris, 1921.
- Enseignant: brahim tasse