و عرفه مرة أخرى بأنه: "الجهد الذي يبذله الإنسان لاكتشاف ما يجهل"

و من أهم مميزات العلم التصحيح الذاتي، أو القابلية للتكذيب على حد تعبير الفيلسوف النمساوي كارل بوبر ( ت 1994) ، و عليه يمكن أن نقول أن العلم هو سلسلة من التصحيحات، لأنه يقدم إجابات تثير باستمرار تساؤلات جديدة كما وصفه عالم الاجتماع و الأنثربولوجي الفرنسي كلود ليفي شتراوسC.Levi Strauss

 ( 1872م- 1970م) بين نوعين من المعرفة: معرفة باللقاء و الاتصال المباشر أي حسية،  و معرفة بالوصف و تتضمن استنتاجات عقلية، فهي نشاط عقلي يُمَكِّن الإنسان من فهم حقيقة الموضوع و جوهره فهما كاملا. والمعرفة درجات أدناها المعرفة الحسية. 

1632-1704)  يعتبر التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة متأثرا بالمنهج العلمي الذي ساد في عصره على يد غاليلو (1564م- 1642م) و نيوتن (1642م- 1727م) و لكننا نراه من جهة أخرى يدعو إلى تعيين المجال الذي يمكن للعقل البشري أن يبحث فيه، و حدود قدراته العقلية.  و على كل يمكن تحديد ثلاثة مستويات رئيسية للمعرفة :

و التي تقوم على الملاحظة البسيطة و الخبرة الذاتية، و وسيلتها الحواس كالعين و الأذن و هي المعرفة التي كان يتصف بها الإنسان البدائي، و نجدها أيضا لدى الإنسان العامِّي، الذي يرى في الظواهر الفلكية المتكررة أمرا عاديا لا يثير لديه الرغبة نحو محاولة إدراك أسبابها.

و هي معرفة استنباطية تستخدم التأمل و القياس المنطقي لتفسير الظواهر المتعلقة بالوجود الإنساني و الطبيعي.  و قد وجه الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون Francis Baconظهرت في المرحلة الأخيرة من تطور العقل البشري  الذي عرف ثلاث حالات أو مراحل حسب  أوغوست كنت(1798م- 1857م) و هي: المرحلة اللاهوتية، والتي ساد فيها تفسير الظواهر بالاستناد إلى الأسباب الخارقة، أو إرادة الآلهة ، ثم المرحلة الميتافيزيقية و كان التفسير فيها مرتبط بقوى غير مرئية و لا يمكن إخضاعها للتجربة، كالأثير و الروح، أما المرحلة الثالثة فتدعى بالمرحلة الوضعية أو العلمية، و هي مرحلة وضع الفروض و إجراء التجارب ، و استخلاص النتائج ، حيث أصبح الإنسان يجتهد لتفسير الظواهر ليصل إلى وضع قوانين عامة.

خاتمة:

إن تحديد مفهومي العلم و المعرفة من المواضيع المهمة التي يبحث فيها علم المناهج، المدرج اليوم كفرع من فروع فلسفة العلوم، و التي تتناول أيضا شرح المفاهيم المشتركة بين مختلف العلوم. و من المفيد التنبيه أن كل المراجع التي تحمل عنوان فلسفة العلوم أو مناهج البحث العلمي تطرقت إلى بيان مفهوم العلم و المعرفة، منها على سبيل المثال:

فلسفة العلوم و منطق البحث العلمي لمحمد محمود الكبيسي.

فلسفة مناهج البحث العلمي  لعقيل حسين عقيل.

 و فلسفة العلم لفليب فرانك.

منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية لموريس أنجرس ... .