Informations du cours
فهي تهتم بإظهار ما بين الإحداث من علاقات وأسباب تلك الأحداث وآثارها1 – تعريف فلسفة التاريخ:
: و هي مركبة من جزأين "فيلو"، بمعنى محبّة، وصوفيا بمعنى الحكمة.
أمالإعلام بالوقت، مضافاإليه ما وقع في ذلك الوقت من أخبار ووقائع". و اختلف في أصل الكلمة هل هي أصيلة في اللغة العربية أم دخيلة مأخوذة من اللغة السريانية أو غيرها كالعبرية و الآكادية ، لكن يرجح أن الكلمة من عربي حيث كانت كلمة توريخ متداولة في جنوب الجزيرة العربية ، و قد روي أن رجلا قدم من اليمن في عهد عمر بن الخطاب فقال " رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا و شهر كذا ، فقال عمر هذا حسن ، فأرخوا" .
و في اللغة الأجنبية فإن كلمة و أصبحت في اليونانية Historia ; ) بخبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة ذلك العمران منالأحوال، مثل التوحش و التأنس و العصبيات، و أصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك من الملك و الدول و مراتبها، و ما ينتحله البشر بأعمالهم و مساعيهم فيقول عن التاريخ موضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحوالهما المفصلة للجزئيات تحت دائرة الأحوال العارضة الموجودة للإنسان وفي الزمان."
( 1770م-
1830م) أن مسار التاريخ يسير بالإنسانية نحو المجتمع الحر و عند كارل ماركس Karl Marx أول من نبه إلى ضرورة عدم الاكتفاء بسرد الأحداث و
تسجيلها دون اللجوء إلى التعليل و المنطلق،
هذا المفهوم عند ابن خلدون مبني على
تمييزه بين نوعين من التاريخ: التاريخ
الظاهري و التاريخى الباطني يقول في هذا المعنى : " التاريخ في ظاهره لا يزيد
عن إخبار عن الأيام و الدول و السابق من القرون الأول و في باطنه نظر و تحقيق و
تعليل للكائنات و مبادئها دقيق و علم بكيفيات الوقائع و أسبابها عميق فهو لذلك
أصيل في الحكمة عريق و جدير بأن يعد في علومها خليق". لكن يعتبر الفيلسوف الفرنسي فولتيرVoltaireأول
من صاغ مصطلح فلسفة التاريخ في القرن الثامن عشر، Giambatttista
Vico ( 1743-1794).
عن الجانب الإسلامي.
مميزات الدراسة في فلسفة التاريخ : لا شك أن الدراسة الفلسفية للتاريخ تختلف عن الدراسة العادية و أهم ما تتيمز به، هو الأخذ بمبدأ الكلية و العلية. .
يلجأ المؤرخ في التاريخ العادي إلي التعليل ولكنه يتقيد دائماً في استنباطه للأسباب بواقعية جزيئة ملتزماً بأطر التاريخ أو مقولاته من فردية وزمان ومكان أما فليسوف التاريخ فيختزل العلل الجزئية للحوادث الفردية إلي علة واحدة أو علتين علي أكثر تقدير يفسر في ضوئها التاريخ العالمي وهذا يقتضي منه إعادة تشكيل وقائع التاريخ ليقدم منها صورة عقلية .
5- الفرق بين المؤرخ و فيلسوف التاريخ :
لقد أشار بان خلدون في تعريفه للتاريخ إلى هذا الفرق و هو بإيجاز أن المؤرخ يكتفي بظاهر الحدث التاريخي بينما فيلسوف التاريخ ( و هو المؤرخ الحقيقي في نظر ابن خلدون) يغوص في خبايا و باطن الحدث التاريخي. و يمكن تفصيل هذا الفرق في النقاط الآتية :
- المؤرخ وثائقي يكتفي بتسجيل الحدث ، بينما فيلسوف التاريخ لا يتجاوز التسجيل إلى التأمل في الواقعة التاريخية و محاولة تفسيرها.
- المؤرخ التقليدي جزئي يركز على الحدث السياسي و العسكري بينما فيلسوف التاريخ شامل يأخذ بعين الاعتبار كل العوامل و كل أنشطة الإنسان
- فيلسوف التاريخ يثير الإشكالات و التساؤلات ، فهي يحاول أن يفهم عن أهداف الوجود التاريخي للإنسان و مغزى التاريخ و أهدافه ، و يقارن بين الحضارات ليستخلص القيم الكلية الإنسانية، و هذا ما لا نجده عند المؤرخ العادي.
- فيلسوف التاريخ هو بمثابة المكتشف و ليس المسجل ، يسير وفق منهج يقوم على الفحص النقدي الدقيق، للوثائق و لمنهج المؤرخ ، فهو يدرس قوانين البحث و الفكر و يرى مدى صلاحيتها.
- Enseignant: brahim tasse