الذي ألف كتابا عن قدماء المصريين على طريقة الحوليات ، و كاهن آخر بابلي يدعة " بيروسوس" Berossus إحدى  القبائل الجرمانية-  مؤرخ و فيلسوف إيطالي و لد بنابولي في 23 يونيو 1668 و توفي سنة 1744. يعتقد هذا الفيلسوف أن التاريخ يسير في حركة حلزونية، و هو في تغير مستمر و ينقسم إلى ُثلاثة عصور : عصر الألهة: حيث الأمم تعيش في ظل حكومات تحالفت مع رجال الدين و  تشرع قوانينها بما تعتقده أنه مشيئة الله -   Mathew ( 1388-1463) و استمر تطور الكتابة التاريخية في عصر النهضة و حركة الإصلاح الديني ، ليعرف القرن الثامن عشر  ثورة حقيقية على التفسير الديني للتاريخ و إعادة الاعتبار للإنسان كفاعل في الزمن.

 التي  سادت في هذا العصر الذي سمي عصر التنوير، و تتناقض تماما مع  نظرية العناية الإلهية، التي همشت إرادة الإنسان و جعلت من التاريخ مجرد تجسيد واقعي لخطة أعدتها الإرادية الإلهية مسبقا.و تبناها كل من فولتير(1694-1778) و كوندورسييه  Condorceإلى أن تفسير أوغسطين للتاريخ  تفسير خال من المعنى الحقيقي للفلسفة و للتاريخ أيضا ، و فيه حط من قيمة الإنسان، الذي سلب منه أي إرادة  أو قدرة على توجيه التاريخ ، كما تضمن تشويه للحقيقة التاريخية عندما جعل بني إسرائيل ممثلين للخير و قد عرف عنهم قتل الأنبياء ،  بينما الحضارات القديمة تجسد الشر رغم ما فيها من إنجازات .

     إن الأسباب و الدوافع التي تقف وراء الواقعة التاريخية ليست بسيطة بل معقدة و متعددة و تتفاوت في درجة الأهمية بعضها أساسي و بعضها ثانوي ،و بعضها ظاهر و بعضها خفي  و من جهة أخرى فإنه لكل مجتمع طابع خاص يعرف به في عصر معين  و لكل عصر روح و مقاييس تميزه عن غيره من العصور ، و المؤرخون يختلفون في تقدير الطابع العام لمجتمعهم أو روح عصرهم ، و تبعا لهذا الاختلاف تباين تفسيرهم للتاريخ و نظرتهم لأحداثه و على المؤرخ ألا يكون أحاديا في تفسير يقتصر على اعتبار عامل معين كالعامل الديني آو الاقتصادي أو الاجتماعي ، بل عليه أن يتمتع بفكر مرن، و يقدر الصحيح و يختاره.