ر نظريات و اتجاهات فكرية في تفسير التاريخ و محاولة فهم أحداثه فهما شاملا.  1 – تعريف فلسفة التاريخ:

: و هي مركبة من جزأين "فيلو"، بمعنى محبّة، وصوفيا بمعنى الحكمة.

أم

الإعلام بالوقت، مضافاإليه ما وقع في ذلك الوقت من أخبار ووقائع". و اختلف في أصل الكلمة هل هي أصيلة في اللغة العربية أم دخيلة مأخوذة من اللغة السريانية أو غيرها كالعبرية و الآكادية ، لكن يرجح أن الكلمة من عربي حيث كانت كلمة توريخ متداولة  في جنوب الجزيرة العربية ، و قد روي أن رجلا قدم من اليمن في عهد عمر بن الخطاب فقال " رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا و شهر كذا ، فقال عمر هذا حسن ، فأرخوا"   .

فموضوعه دراسة التطور البشري في جميع جوانبه السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية و الروحية . و قد عرفه ابن خلدون (732 ه- 807 ه / 1332 - 1406 ) بخبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة ذلك العمران منالأحوال، مثل التوحش و التأنس و العصبيات، و أصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك من الملك و الدول و مراتبها، و ما ينتحله البشر بأعمالهم و مساعيهم فيقول أن التاريخ موضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحوالهما المفصلة للجزئيات تحت دائرة الأحوال العارضة الموجودة للإنسان وفي الزمان."

2-       كلاهما يكمل في الآخر قصوراً.

  يعتبر الفيلسوف  الإيطالي  جامباتيستا فيكو Giambatttista Vico 1668- 1744) مؤلف كتاب "العلم الجديد" ( 1725) مؤسس  فلسفة التاريخ ، ثم جاء بعده Montesquieu /)جاك Turgot  Robert Jacques.

(1469- 1527 جانJean BodinJohn Locke أول من نبه إلى  عدم الاكتفاء بسرد الأحداث و تسجيلها دون اللجوء إلى  التعليل و المنطلق،  هذا التنبيه مبني على تمييز ابن خلدون  بين نوعين من التاريخ:  التاريخ الظاهري و التاريخ الباطني يقول في هذا المعنى : " التاريخ في ظاهره لا يزيد عن إخبار عن الأيام و الدول و السابق من القرون الأول و في باطنه نظر و تحقيق و تعليل للكائنات و مبادئها دقيق و علم بكيفيات الوقائع و أسبابها عميق فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق و جدير بأن يعد في علومها خليق".  

(لقد شهد القرن 18 مؤرخين جمعوا بين التاريخ و الفلسفة، حتى أطلق عليهم : المؤرخون المتفلسفون و قد سبق ذكر بعضهم و يمكن أن نظيف إليهم :   المفكر الفرنسي كوندرسيه  Condercet ( 1724- 1804)    يوهان هاردر Johann Herder ( 1770- 1831).

تقوم الدراسة الفلسفية للتاريخ على مبدأين أساسين : .

 تتناول فلسفة التاريخ مواضيع عديدة منها البحث في التاريخ هل هو علم أم فن، و معنى التاريخ من حيث كونه أسلوبا فكريا لتفسير أحداث التاريخ، و يبحث في الفلسفة و صلتها بالتاريخ، و موقف المؤرخين من الفلسفة و الفلاسفة من التاريخ, كما تهتم بدراسة مختلف النظريات كنظرية التعاقب الدوري للحضارات و نظرية العناية الإلهية

بإخضاع الأحداث التاريخية للدراسة العلمية بعيدا عن الخرافات و الأساطير و المبالغات مما يساعد على نشر الحرية و تنوير العقول.