معلومات المقرر

إن الإشكال الفعلي الذي يمثل رهانا وتحديا للمؤسَّسات الاقتصاديّة، هو التكيف مع الطبيعة الديناميكية للبيئة المحيطة بها سواء الداخلية أو الخارجية، وهو ما يفرض عليها ضرورة البحث عن آليات واستراتيجيات تمكنها من تحقيق التكامل بين أهدافها والاستجابة لتطلعات ومتطلبات عملائها، وهو ما يضمن نموها وتطورها، ويحافظ على بقائها واستمراريتها.
ولعل أهم رافد لتحقيق ذلك هو تدعيم الاتّصال بكل أشكاله وأنماطه ووسائله بينها وبين جمهورها، بحيث لا يمكن أن تحقق نجاحها دون كسب تأييد يُثمن أدائها ويُعزز موقفها، لأن وجود فجوات اتصالية يضعف من أدائها ويحول دون تحقيق لأهدافها، وقد أبانتها الدّراسات والأبحاث على أن أكبر المشاكل الإداريَّة التي تواجهها المؤسّسات هي مشاكل اتصالية . لذا عليها الاهتمام أكثر بتذليل الصعوبات الاتّصالية حتى تضمن تحقيق أدائها بكفاءة وفعالية .
وهذا ما أدى بالاهتمام بالتخطيط في العلاقات العامة كمنهج حديث لإدارة العلاقة مع جماهيرها المتعددة، وذلك لوعي المؤسسات والمنظمات المتزايد بأهمية ودور العلاقات العامة كمجال يضمن لها تحقيق الريادة ؛وباعتبارها رافدا هاما يُساهم في ربط أواصر الثقة والتفاهم المتبادل بين المؤسسة وجماهيرها ويسعى إلى إدارة صورتها وسمعتها لضمان تحقيق الفعالية لأدائها. وذلك لا يتحقق إلا إذا كانت أنشطة وبرامج العلاقات العامة مخططة ومدروسة بشكل يضمن نجاحها؛ وهذا ما يُمثل جوهر هذا الكتاب البيداغوجي للاتصال و التخطيط في العلاقات العامة .
- معلم: LEILA SLIMANI