معلومات المقرر
تنقسم المعرفة الإنسانية إلى معرفة حسية تقوم على الملاحظة البسيطة و الخبرة الذاتية، و معرفة تأملية فلسفية، و معرفة علمية، وهي التي ظهرت في المرحلة الأخيرة من تطور العقل البشري، حيث أصبح الإنسان يجتهد لتفسير الظواهر تفسيرا علميا، في إطار ما يعرف بالبحث العلمي، الذي يمكننا من الوصول إلى نتائج، تساعدنا على تغيير الواقع و استغلاله لمصلحة الإنسان، و عليه فإن المنهج العلمي من أفضل الأدوات التي استخدمها الإنسان لتوسيع مداركه و تنمية معارفه، و هو الأداة الناجعة لاكتشاف معلومات جديدة أو تطوير و تصحيح معلومات متداولة،
ذكر الفيروز أبادي في القاموس المحيط أن " النَّهج الطريق الواضح، كالمنهج و المنهاج" (1)
. أما في اللغة الفرنسية فإن كلمة Méthode، و كان الفيلسوف اليوناني أفلاطون ( 428- 343 ق م ) قد استخدمها بمعنى البحث أو النظر أو المعرفة كما استعملها تلميذه أرسطو ( 384- 322 ق م ) بمعنى البحث. و لم يتطور معناها ليأحذ شكله الاصطلاحي إلا في عصر النهضة.(3)
عبد العزيز عيد الرحمن بن علي الربيعة، البحث العلمي حقيقته، و مصادره، و مادته، و مناهجه، و كتابته، و طباعته، و مناقشته، مكتبة العبيكان، ط.6، الرياض، المملكة العربية السعودية، 1433ه- 2012م، ص. 173
2) عبد الرحمان بدوي : مناهج البحث العلمي، وكالة المطبوعات،ط.3، الكويت، 1977م، ص.3
و من التعاريف الموجزة لمصطلح منهج قولنا بأنه : مجموعة القواعد العامة التي يلجأ إليها الباحث للوصول إلى الحقيقة. (2)
بمعناها الاصطلاحي في بداية القرن السابع عشر على يد المفكر الإنجليزي فرانسيس بيكون Francis Bacon عبد الرحمن بدوي، المرجع السابق، ص. 3.
3) س، ص. 4.
4) Grawitz Madeleine,op.cit., p. 384
يتعلق الأمر هنا إما بطريقة التفسير التي يتبعها الباحث عند دراسته لموضوع ما فتكون هذه الطريقة هي المؤطرة لبحثه، و إما بطريقة تصور و تنظيم البحث و تخطيط العمل باعتماد الوسائل المناسبة و التي تتماشى و منهج التخصص.(3) و قد اهتم بعض الفلاسفة و المختصون في المنطق و فلسفة العلم بضبط المراحل التي اعتمدها العلماء في بحوثهم و دراساتهم و كان هذا الاهتمام سببا في نشأة علم المناهج.
1515-1572) واضع الأسس الأولى لهذا العلم ، لكنه لم ينظر لمنهج كل العلوم اقتصر الأمر على مجال البلاغة و الأدب رغم أنه كان رياضيا، و قد قسم المنطق إلى أربعة أقسام : التصور ، الحكم، البرهان، المنهج.(4) لكن الكلمة من وضع الفيلسوف الألماني إمانويل كانط Emmanuel Kantأثيرت أواخر القرن الماضي مشكلة من له الحق في تكوين علم المناهج، هل هم العلماء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2) الزواوي بغورة، المنهج البنيوي، دار الهدى، ط.1، عين مليلة، الجزائر، 2001م، ص. 108.
4) قسمه إلى قسمين الأول يهتم بشروط المعرفة الصحيحة و الثاني يتعلق بالنظر في تطبيق مبادئ و عمليات المنطق على دراسة موضوعات العلوم المختلفة، باعتبارها وسائل تعين العلماء للاقتراب من اليقين. أنظر: محمد محمد قاسم، المدخل إلى مناهج البحث العلمي، دار النهضة العربي للطباعة و النشر، ط.1، بيروت، لبنان، 1999م، ص،ص. 55،62.
( 1813- 1878) لصالح العلماء معتبرا المخبر و المعمل هو المكان الطبيعي الذي يجب أن تصاغ منها المناهج.(1)
عبد الرحمن بدوي، المرجع السابق، ص-ص. 6-7.
2) مصطفى حسيبة: المعجم الفلسفي، دار أسامة للنشر و التوزيع، ط.1، عمان، الأردن، 2009م، ص-ص. 607-608
) في كتابه " مقدمة في الفلسفة الرياضية" ، فهناك تأثير متبادل.(2)
الشريف علي بن محمد الجرجاني : التعريفات ، تحقيق : عبد الرحمن عميرة، عالم الكتب، ط.1،بيروت لبنان، 1987م ، ص-ص. 287- 288.
2) عبد الرحمن بدوي، موسوعة الفلسفة، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، ط.1، بيروت لبنان، 1984، ج.2، ص. 475.
4) المنهج ذاتي التصحيح، و يعطينا فرصة تطوير أدواتنا البحثية.
.(1)
تصنيف "ماركيز" Marquis و تبلغ في مجموعها إثني عشر منهجا، كالمنهج الفلسفي و منهج المسح الوصفي و منهج دراسة الحالة و المنهج الأنثربولوجي... كالمناهج الفلسفية ( المنهج الجدلي الحدسي المنهج الوضعي المنهج النقدي.(2) كما وضع بعض الباحثين العرب تصنيفا خاصا للمناهج العلمية ، فنجد مثلا عبد الرحمن بدوي يختزلها في ثلاثة أصناف فقط هي المنهج الاستدلالي المنهج التجريبي و الاستردادي.
) ( 1533- 1592) الذي يرى أن وعي الإنسان هو وعي اجتماعي بمعنى العادات و التقاليد هي التي تشكل وعي الفرد ، و ينشأ على احترامها و عدم تجاوزها لأنها تشكل النظام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2)
(1) و هناك أيضا المنهج الاقتصادي لكارل ماركس ( Karl Marxفريدريك معتوق: تطور علم اجتماع المعرفة من خلال تسعة مؤلفات أساسية، دار الطليعة لطباعة و النشر ، ط. 1، بيروت، لبنان،1982م، ص-ص. 21-22
2) موريس أنجرس: منهجية البحث في العلوم الإنسانية تدريبات عملية، ترجمة: بوزيد صحراوي( و آخرون ) ، ط.2، دار القصبة لللنشر، الجزائر، 2006.
2. عبد الرحمان بدوي : مناهج البحث العلمي، وكالة المطبوعات،ط.3، الكويت، 1977.
4. توفيق الطويل: أسس الفلسفة، مكتبة النهضة المصرية، ط. الثالثة، د.ت.
6. الشريف علي بن محمد الجرجاني : التعريفات ، تحقيق : عبد الرحمن عميرة، عالم الكتب، ط.1،بيروت لبنان، 1987.
8. مصطفى حسيبة: المعجم الفلسفي، دار أسامة للنشر و التوزيع، ط.1، عمان، الأردن، 2009.
10. محمد ثابت الفندي، أصول المنطق الرياضي، دار النهضة العربية، ط.1، بيروت، لبنان، 1972م،
12. مادلين غراويتز، مناهج العلوم الاجتماعية، الكتاب الثاني: منطق البحث في العلوم الاجتماعية، ترجمة: سام عمار، المركز العربي للتعريب و الترجمة و التأليف و النشر بدمشق، سوريا، 1993م.
13. Grawitz Madeleine, les méthodes des sciences sociales , ed.Dalloz, Paris,1976.
- معلم: brahim tasse