لمحة تاريخية:
حظي المراهق منذ بداية القرن التاسع عشر باهتمام كبير – مع الدراسات على الخرف – لكن
الطفل و إضطراباته بقيا تقريبا غائبين عن دراسات علم النفس المرضي إلى أن قدم بينيه اختبار الذكاء سنة 1905 في نفس السنة قدم فرويد " ثلاث مقالات في النظرية الجنسية " لفتت أنظار الباحثين إلى نفسية الطفل و إضطراباتها ، وتوجه الاهتمام تدريجيا من فحص الذكاء إلي تكوين الطفل ونموه وإضطرابات النمو )خاصة مع بياجي و فالون (.
انطلاقا من أربعينات القرن العشرين تطورت الدراسات على الأطفال المضطربين عقليا ونفسيا وأخذ الطفل مكانة معتبرة ككائن قائم بذاته ، منفصل عن الراشد له مميزاته وخصائصه الصحية والمرضية.
ساعدت الملاحظة المباشرة للطفل والمراهق على معرفة مراحل نموها والآليات التي تسيره و العوامل المؤثرة فيه ، وأصبحت النظرة للطفل على أنه وحدة نفسية جسمية تعيش في محيط يؤثر عليها و تتأثر به ، هذه التأثيرات تفتح المجال لتطور إمكانات الطفل أو قمعها أو تعطيلها أو تشويشها،و بهذا تأخر ظهور علم النفس المرضي للطفل و المراهق في الظهور لأسباب عديدة هي أن الإضطرابات و المرض عند الطفل يبدو أقل وضوحا و تمايزا منه عند الراشد.
2- تعريف علم النفس المرضي للطفل و المراهق:
يعرف العالم جون برجري (2003) J. Bergeret علم النفس المرضي هو دراسة التطور النفسي واضطراباته دون الاهتمام بالجانب التقني للعلاجات، أما هدفه فهو تشخيص وتصنيف الاضطرابات النفسية وأسبابها لدى الفرد في صراعه من أجل الحياة والتكيف يصطدم الفرد بضغوط بيولوجية من جهة، وهذا في صراع دائم بين نزواته ومعارضة المحيط بحوافزه
الاجتماعية، الأخلاقية، الثقافية...الخ. يتأسس علم النفس المرضي على ملاحظة المرضى نفسيا وعقليا منذ أن حث ت.ح.ريبو (1839-1816 ) T. H. Ribotوتلاميذه على أهمية هذه الملاحظة لتعويض التجريب المستحيل على الإنسان لأسباب أخلاقية.
و يفضل المختصون كما يذهب إليه نيكولاس و ريشال (2004) استعمال مفهوم "اضطراب" بدل "مرض" بسبب الحدود الغامضة بين السواء و اللاسواء ،ويضيف بأن علم النفس المرضي يعرف من خلال موضوع دراسته:اي الإضطرابات العقلية و الباتولوجية.
و تشير أكمان akman(2011) بأن علم النفس المرضي إنما يتم من خلال ثلاث مواضيع :
-دراسة من خلال تحليل الإضطراب.
- الوصف:بإعطاء تمثيل للأضطرابات و التطرق لإشارتها الإكلينيكية.
- التفسير: بطرح التفسير على مستويات مختلفة ،كفرضيات حول كيفية حدوث الإضطراب و الأبعاد التي تستند إليها ،فهي بالتالي بحث عن أصل الإضطراب من منظور السببية المعقدة في خط مستمر.